إذا تحب ويكي إسلام فيمكنك التبرع هنا الرجاء ان تدعم المسلمين السابقين في أمريكا الشمالية فهي المنظمة التي تستضيف وتدير هذا الموقع تبرع اليوم

رضاعة الكبار

من ویکی اسلام
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تُذكر رَضَاعَةُ الْكَبِيرِ أو فعل رضاعة رجلٍ بالغ في عددٍ من مجموعات الأحاديث المعتمدة. فبحسب خمسة أحاديث في صحيح مسلم، طلب محمد بوضوحٍ مرّةً من ابنة (أو زوجة - المراجع ليست واضحة) أحد الصحابة واسمه سهيل أن تُرضع "رجلاً كبيراً" يُدعى سليم حتى يصبح الأخير "محرم" الابنة، أو أن تصبح بينهما صلة قربة فلا يمكنهما الزواج من بعضهما البعض، ممّا بالتالي يجعل سكن سليم مع العائلة مقبولاً وشرعياً.[١] تضيف التقارير الواردة في موطأ الإمام مالك[٢] وسنن ابن ماجه[٣] أن هذه التعليمات تم تعديلها من خلال آية في القرآن، أي كتاب الإسلام المقدس، وهي كانت لا تزال موجودة في القرآن بعد وفاة محمد، مما يشير إلى أنه لم يتم إلغاؤها من قبل محمد عندما كان لا يزال على قيد الحياة. ويستمر التقرير في سنن أبو داود مع عائشة، زوجة محمد المفضلة، حيث ذكرت أنه بينما «تَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ [محمد]»، «دَخَلَ دَاجِنٌ فَأَكَلَهَا»، أي أكل قصاصة الورق التي كتبت عليها آية «إرضاع شخص بالغ». وهذه الممارسة، التي أقرها عدد من الفقهاء التقليديين، يرفضها علماء الإسلام اليوم.


وبعد نشر كتاب في مصر يروج لرضاعة الكبار للدكتور عبد المهدي عبد القادر، وهو عالم في الأزهر («هارفارد الإسلام»)، نشر عالم آخر في الأزهر، الدكتور عزت عطية، فتوى تروج لهذه الممارسة في مجلة أسبوعيّة في العام 2007 تُقرأ على نطاق واسع، ما تسبّب بجدلٍ وطنيّ ودوليّ. وطالبت الحكومة المصرية بعد ذلك بإزالة الطبعة ذات الصلة من المجلة عن أرفف البائعين وتم إيقاف الدكتور عطية عن منصبه في الأزهر.[٤]

رضاعة الكبير في الكتب الإسلامية

في الحديث

تم تخصيص فصل كامل يحتوي على ستة أحاديث في صحيح مسلم لموضوع «إرضاع شخص بالغ» (باب رَضَاعَةِ الْكَبِيرِ)[٥]. تصف الأحاديث كيف يمكن أن يصبح الذكر البالغ محرمًا للأنثى عبر إرضاعها له وبالتالي يُسمح له بمرافقتها على انفراد.

وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، جَمِيعًا عَنِ الثَّقَفِيِّ، - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، - عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ سَالِمًا، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ فَأَتَتْ - تَعْنِي ابْنَةَ سُهَيْلٍ - النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ إِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ‏.‏ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏

"‏ أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ وَيَذْهَبِ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ ‏"

‏ ‏.‏ فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ ‏.‏
حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ - وَهُوَ حَلِيفُهُ ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَرْضِعِيهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَتْ وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ‏"‏ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ ‏"‏ ‏.‏ زَادَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ‏.‏ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ رَافِعٍ - قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا - لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ - مَعَنَا فِي بَيْتِنَا وَقَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَلِمَ مَا يَعْلَمُ الرِّجَالُ ‏.‏ قَالَ ‏

"‏ أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ ‏"

‏ ‏.‏ قَالَ فَمَكَثْتُ سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا لاَ أُحَدِّثُ بِهِ وَهِبْتُهُ ثُمَّ لَقِيتُ الْقَاسِمَ فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا مَا حَدَّثْتُهُ بَعْدُ ‏.‏ قَالَ فَمَا هُوَ فَأَخْبَرْتُهُ ‏.‏ قَالَ فَحَدِّثْهُ عَنِّي أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِيهِ ‏.‏

ويمكن إيجاد أحاديث تتعلّق برضاعة الكبير في موطأ الإمام مالك وسنن ابن ماجه ومسند الإمام أحمد.

رأي عائشة وآراء الزوجات الأخريات

أحد الأحاديث الستة عن رضاعة الكبير في صحيح مسلم يصف عائشة بأنها الشخص الذي أمر صحابة محمد بتنفيذ الممارسة التي أقرها محمد.

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ إِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكِ الْغُلاَمُ الأَيْفَعُ الَّذِي مَا أُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَىَّ ‏.‏ قَالَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَمَا لَكِ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسْوَةٌ قَالَتْ إِنَّ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا يَدْخُلُ عَلَىَّ وَهُوَ رَجُلٌ وَفِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ شَىْءٌ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ أَرْضِعِيهِ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْكِ ‏"

وتقدم رواية موصوفة في "الأمّ" للإمام الشافعي مزيدًا من التفاصيل تفيد بأن عائشة فرضت شرط الرضاعة على كل من أراد مقابلتها. يصف الإمام الشافعي أيضًا كيف ستجعل عائشة أختها أم كلثوم ترضع أولئك الذين أرادوا مقابلة عائشة مكانها، لأن كونها محرم شخص واحد يجعل المرء محرمًا لكل شقيق لذلك الشخص.

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِعَشْرِ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ صُيِّرْنَ إلَى خَمْسٍ يُحَرِّمْنَ فَكَانَ لَا يَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ إلَّا مَنْ اسْتَكْمَلَ خَمْسَ رَضَعَاتٍ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «لَا يُحَرِّمُ مِنْ الرَّضَاعِ إلَّا مَا فَتَقَ الْأَمْعَاءَ» أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ وَلَا الرَّضْعَةُ وَلَا الرَّضْعَتَانِ» أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ أَنْ تُرْضِعَ سَالِمًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ تُحَرِّمُ بِلَبَنِهَا فَفَعَلَتْ فَكَانَتْ تَرَاهُ ابْنًا». أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَرْسَلَتْ بِهِ وَهُوَ يَرْضَعُ إلَى أُخْتِهَا أُمِّ كُلْثُومٍ فَأَرْضَعَتْهُ ثَلَاثَ رَضَعَاتٍ ثُمَّ مَرِضَتْ فَلَمْ تُرْضِعْهُ غَيْرَ ثَلَاثِ رَضَعَاتٍ فَلَمْ أَكُنْ أَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي لَمْ يَتِمَّ لِي عَشْرُ رَضَعَاتٍ.

وتوجد تصريحات مماثلة في الحديث التالي في موطأ مالك، حيث نرى أيضًا أن زوجات محمد الأخريات رفضن بشدة التعليمات، واعتبرن الحكم الذي أصدره محمد بمثابة إعفاء خاص فقط لسليم وابنة وسهيل.[٦]

حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَضَاعَةِ الْكَبِيرِ، فَقَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَكَانَ تَبَنَّى سَالِمًا الَّذِي يُقَالُ لَهُ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَنْكَحَ أَبُو حُذَيْفَةَ سَالِمًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ ابْنُهُ أَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ وَهِيَ مِنْ أَفْضَلِ أَيَامَى قُرَيْشٍ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِي زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَا أَنْزَلَ فَقَالَ ‏{‏ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ‏}‏ رُدَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ إِلَى أَبِيهِ فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ أَبُوهُ رُدَّ إِلَى مَوْلاَهُ فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَهِيَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَىَّ وَأَنَا فُضُلٌ وَلَيْسَ لَنَا إِلاَّ بَيْتٌ وَاحِدٌ فَمَاذَا تَرَى فِي شَأْنِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ فَيَحْرُمُ بِلَبَنِهَا ‏"‏ ‏.‏ وَكَانَتْ تَرَاهُ ابْنًا مِنَ الرَّضَاعَةِ فَأَخَذَتْ بِذَلِكَ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَنْ كَانَتْ تُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا مِنَ الرِّجَالِ فَكَانَتْ تَأْمُرُ أُخْتَهَا أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَبَنَاتِ أَخِيهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا مِنَ الرِّجَالِ وَأَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَقُلْنَ لاَ وَاللَّهِ مَا نَرَى الَّذِي أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ إِلاَّ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَضَاعَةِ سَالِمٍ وَحْدَهُ لاَ وَاللَّهِ لاَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ أَحَدٌ فَعَلَى هَذَا كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي رَضَاعَةِ الْكَبِيرِ ‏.‏

ويتم التعبير عن مشاعر مماثلة من زوجات محمد الأخريات في حديث في صحيح مسلم.

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ، خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، أَنَّ أُمَّهُ، زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ أَحَدًا بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ وَاللَّهِ مَا نَرَى هَذَا إِلاَّ رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسَالِمٍ خَاصَّةً فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌ بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ وَلاَ رَائِينَا.

في القرآن

تتفق الروايات الواردة في الحديث على أنه تم الكشف عن آية تتطلب عشرة رضعات، تليها آية تتطلب خمسة رضعات فقط. والأحاديث نفسها التي توضح بالتفصيل هذه الآيات تنص على أن الآية الأخيرة، بعد أن كتبت على قصاصة من الورق مضبوبة تحت وسادة عائشة فحسب، فُقدت بعد وفاة محمد عندما دخل خروف غرفتها وأكل قصاصة الورق. كما لوحظ أعلاه، كان الحكم لا يحظى بشعبية كبيرة لدى زوجات محمد الأخريات. ويقال كذلك إن الآية القرآنية المتعلقة برجم الزناة قد فقدت في هذه الحادثة نفسها.

وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ ‏.‏
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ‏.‏ وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ لَقَدْ نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَاعَةُ الْكَبِيرِ عَشْرًا وَلَقَدْ كَانَ فِي صَحِيفَةٍ تَحْتَ سَرِيرِي فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ دَخَلَ دَاجِنٌ فَأَكَلَهَا ‏.‏
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ سَقَطَ لاَ يُحَرِّمُ إِلاَّ عَشْرُ رَضَعَاتٍ أَوْ خَمْسٌ مَعْلُومَاتٌ ‏.‏


فتاوى الأزهر في العام 2007

الدكتور عزّت عطيّة

في hgعام 2007، قام الدكتور عزت عطية، رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر (واحدة من أعلى السلطات في الإسلام السني اليوم وأكثر الجامعات الإسلامية شهرة في العالم - غالبًا ما توصف بأنها «هارفارد الإسلام»)، فتوى تمكّن المسلمين من تنفيذ ممارسة رضاعة الكبار لتجنب المضايقات الاجتماعية والمهنية الناجمة عن متطلبات حجاب الإناث. وشجع على إرضاع المرء من قبل أخوات المرأة أو أمها من أجل الحصول على وضع المحرم إذا لم يكن من الممكن لأي سبب من الأسباب رضاعة المرأة مباشرة. كما شجع على أن النساء اللواتي يتبنين الأطفال، نظرًا لعدم وجود اعتراف قانوني بالتبني في الشريعة الإسلامية، يجب أن يرضعن أبناءهن بالتبني، بغض النظر عن أعمارهم، حتى يتمكنوا من إقامة علاقة قانونية بين الأم والابن. نُشرت الفتوى في صحيفة الوطني اليوم الأسبوعية التي يصدرها حزب الجبهة الوطنية الديمقراطية الحاكم في مصر، وشرحها الدكتور عطيّة شخصيًا في خلال مقابلة مع المنشور. وأعلن الدكتور عطية مرارًا وتكرارًا أن المصادر التي نقلها تنتمي إلى النصوص الإسلامية المقدسة بأعلى سلطة ممكنة. ووفقاً لما يقوله، فما لا يقل عن 90.000 عالم معاصر أكّدوا أن الحديث المشار إليه صحيح. وكتب الدكتور عبد المهدي عبد القادر، عالم آخر في الأزهر، ونشر كتابًا يعرض أفكارًا مماثلة بناءً على نفس المصادر الإسلامية قبل فتوى الدكتور عطية.[٤]

"الحكم الديني الذي يظهر في السلوك النبوي [السنة] يؤكد أن الرضاعة الطبيعية تسمح للرجل والمرأة أن يكونا معًا على انفراد، حتى لو لم تكن بينهما صلة قربة وإذا لم ترضع المرأة الرجل في طفولته، قبل أن يفطم - بشرط أن يكون كونهما معًا يخدم غرضًا ما، دينيًا أو علمانيًا...

"التواجد معًا على انفراد يعني التواجد في غرفة مع إغلاق الباب، حتى لا يتمكن أحد من رؤيتهم... لا يُسمح للرجل والمرأة من غير أفراد الأسرة [بفعل ذلك]، لأنه يثير الشكوك والظنون. والرجل والمرأة وحدهما لا يمارسان الجنس [بالضرورة]، لكن هذا الاحتمال موجود، والرضاعة الطبيعية توفر حلاً لهذه المشكلة... أصر أيضًا على توثيق علاقة الرضاعة الطبيعية رسميًا كتابيًا... العقد سوف ينص على أن هذه المرأة قد رضعت هذا الرجل... بعد ذلك، قد تخلع المرأة حجابها وتفضح شعرها في [وجود] الرجل...

هو أن الرجل والمرأة يجب أن يكونا مرتبطين بالرضاعة الطبيعية. [يمكن تحقيق ذلك أيضًا] عن طريق رضاعة أم الرجل أو أخته للمرأة، أو عن طريق رضاعة أم المرأة أو أختها للرجل، لأن [كل هذه الحلول قانونيًا] تحولهما إلى أخ وأخت...

"المنطق الكامن وراء [مفهوم] الرضاعة الطبيعية للشخص البالغ هو تحويل العلاقة الوحشية بين [شخصين] إلى علاقة دينية قائمة على الواجبات [الدينية]... بما أن [هذه] الرضاعة الطبيعية تتم بين [شخصين] بالغين، لا يزال يُسمح للرجل بالزواج من المرأة [التي أرضعته]، بينما [المرأة] التي رضعت [رجلاً] في طفولته لا يُسمح لها بالزواج منه...

"يجب أن يرضع البالغ مباشرة من ثدي [المرأة]... [هذا حسب حديث منسوب إلى عائشة زوجة النبي محمد]، يحكي عن سالم [ابن أبو حذيفة بالتبني] الذي رضعته زوجة أبو حذيفة عندما كان بالفعل رجلاً بالغًا وله لحية، بأمر من النبي... طرق أخرى، مثل [نقل] الحليب إلى وعاء، [أقل استحسانًا]...

"[فيما يتعلق بإمكانية استخدام مضخة الثدي، التي] تزيد من إنتاج غدد الحليب... هذه مسألة تخص الأطباء وعلماء الدين الذين يجب أن يحددوا ما إذا كان الحليب [المنتج على هذا النحو] لبنًا حقيقيًا، أي إذا كان تكوينه مطابقًا لتكوين الحليب الأصلي [للمرأة]. إذا كان الأمر كذلك، فهذه الطريقة مسموح بها...

"إن كون الحديث عن الرضاعة الطبيعية للشخص البالغ غير متصور للعقل لا يجعله باطلًا. هذا حديث موثوق به، ورفضه هو بمثابة رفض رسول الله والتشكيك في التقليد النبوي ".
اقتبس من د. عطية. لافي، "إيقاف محاضر الأزهر بعد إصدار فتوى مثيرة للجدل توصي برضاعة الرجال من قبل النساء في مكان العمل"، سلسلة الاستفسار والتحليل، 355، وزارة الخارجية، 3 يونيو 2007 (مؤرشفة من الأصلي)؛ انظر أيضا الوطني اليوم، مصر: حزب الجبهة الوطنية الديموقراطية، 15 مايو 2007

أعقب فتوى الدكتور عطية جدل هائل في مصر وعلى الصعيد الدولي. وبعد وقت قصير من النشر، أوقفت لجنة جمعها الأزهر الدكتور عطية من منصبه الأكاديمي وأمر وزير الإعلام المصري بإزالة الطبعة ذات الصلة من صحيفة الوطن اليوم من على رفوف البائعين. وأمر الأزهر الدكتور عطية بتقديم اعتذار علني. والتزم الدكتور عطية معتذراً.[٤]

"استندت تصريحاتي حول مسألة الرضاعة الطبيعية لشخص بالغ إلى الأئمة ابن حزم وابن تيمية وابن القيم والشوكاني وأمين خطاب [السبكي]، وعلى استنتاجات استخلصتها من تصريحات ابن حجر [الأسلكاني]. ومع ذلك، أعتقد أن الرضاعة الطبيعية للرضيع فقط هي التي تخلق علاقة أسرية [تحظر الزواج بين الطرفين وتسمح لهما بأن يكونا معًا]، كما قال الأئمة الأربعة [أي مؤسسو المدارس القانونية السنية الأربع]، في حين أن [فعل] إرضاع رجل بالغ [مذكور في الحديث] كان حادثًا [محددًا] جاء لخدمة غرض [محدد]، والفتوى التي أصدرتها استندت فقط إلى تفسيري الشخصي. بناءً على ما تعلمته مع إخوتي علماء الدين، أعتذر عن [تصريحاتي] السابقة وأتراجع عن رأيي، وهو ما يتعارض مع [المعايير المقبولة] من قبل الجمهور. "
اقتباس من الدكتور عطية؛ راجع أيضاً الوطني اليوم، مصر: حزب الجبهة الوطنية الديمقراطية، 22 أيار/مايو، 2007

الردود الإسلامية

ورفض رئيس المجلس الأعلى للأزهر، الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي، علنًا أن يقبل اعتذار الدكتور عطية.[٤]

«يجب ألا نكون متساهلين لهذا الحدّ في مسائل الدين، خاصة عندما تكون المسألة المطروحة فتوى تؤثر بشكل كبير على حياة الناس الفعلية وميولهم وآرائهم - لأنها تتحدث عن مشاعرهم الطبيعية التي [تقودهم] إلى تبني ما هو مسموح به وتجنب المحظورات». قال طنطاوي: "لا يمكن للمجتمع أن يتسامح مع [فتوى] تقوض استقراره الديني. هناك ما يكفي من الفوضى مع كل الفتاوى غير الخاضعة للإشراف [المنشورة] على بعض القنوات الفضائية. ولن نسمح أبدا بأن تمتد هذه الفوضى إلى المؤسسة الدينية وإلى الأزهر ".
اقتباس من رئيس المجلس الأعلى للأزهر الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي

علق الدكتور عبد الفتاح عساكر قائلاً إن الأحاديث مثل تلك ذات الصلة لا يمكن قبولها على أنها صحيحة، حتى لو جاءت من صحيح بخاري أو صحيح مسلم.[٤]

"هل يوافق الدكتور عبد المهدي [عبد القدر] على [السماح] لزوجته أو ابنته أو أخته أو حتى والدته بإرضاع رجل بالغ - سواء كان غريبًا أو أحد أفراد الأسرة ؟ هل [يريد] العلماء المسلمون أن يقول الناس إن زوجاتهم يرضعن أي رجل يأتي ؟... من غير المعقول أن يسمح الإسلام، الذي يأمر [الرجال والنساء] المؤمنين بأن يغمضوا أعينهم [في تواضع]، لرجل غريب أن يضع فمه على ثدي امرأة متزوجة ويرضع منه. "
اقتباس من الدكتور عبد الفتاح عساكر

كما انتقد الإخوان المسلمون الفتوى بشدة وأخذوا الأمر إلى البرلمان. على الرغم من مناقشة 50 نائبا مصريًا للأمر، إلا أنهم «امتنعوا عن طرح سؤال برلماني لتجنب إثارة ضجة كبيرة».[٤]

الروابط الخارجية

المراجع

  1. https://quranx.com/Hadith/Muslim/Reference/Hadith-1453
  2. الموطأ 17:30
  3. سُنن ابن ماجه 3:9:1944
  4. ٤٫٠ ٤٫١ ٤٫٢ ٤٫٣ ٤٫٤ ٤٫٥ L. Lavi, "Al-Azhar Lecturer Suspended after Issuing Controversial Fatwa Recommending Breastfeeding of Men by Women in the Workplace", Inquiry & Analysis Series, 355, MEMRI, June 3rd, 2007 (archived from the original); see also Al-Watani Al-Yawm, Egypt: National Democratic Front Party, May 15th, 2007
  5. https://web.archive.org/web/20201213071552/https://sunnah.com/muslim/17
  6. Fatwa No 342208: Aa'ishah's view regarding breastfeeding adult, IslamWeb.net, January 1st, 2017 (archived from the original)