بحسب الرواية التقليدية، فقد توفي محمد نتيجة أكله للحم ضأن مسمّم أعطته إياه امرأة يهودية في خيبر. ووفقاً للرواية، يختلف السبب الذي دفعها إلى فعل ذلك ما بين الانتقام وإثبات ما إن كان محمد نبياً بالفعل. إلّا أنّ الروايات تتفق على انه توقع موته فيما أخذ الألم يستولي على جسده جرّاء التسمم، وقضى ساعاته الأخيرة بالقيام بجولة ما بين زوجاته. وتتفق الروايات كذلك على أنه توفي بين يدي زوجته المفضّلة وهي عائشة.
القرآن
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ
الأحاديث
البخاري
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأَرْضَ، وَكَانَ بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَرَجُلٍ آخَرَ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ لِي وَهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ قُلْتُ لاَ. قَالَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ يَهُودِيَّةً، أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا فَجِيءَ بِهَا فَقِيلَ أَلاَ نَقْتُلُهَا. قَالَ " لاَ ". فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَابْنَ، عَبَّاسٍ رضى الله عنهم قَالاَ لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهْوَ كَذَلِكَ " لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ". يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.
وَقَالَ يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عُرْوَةُ قَالَتْ عَائِشَةُ ـ رضى الله عنها ـ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ " يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ ".
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ فَقَالَ " ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ". فَتَنَازَعُوا، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ. فَقَالَ " دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ ". وَأَوْصَاهُمْ بِثَلاَثٍ قَالَ " أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ ". وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَ فَنَسِيتُهَا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَبَا عَمْرٍو، ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَىَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، دَخَلَ عَلَىَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ فَقُلْتُ آخُذُهُ لَكَ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَقُلْتُ أُلَيِّنُهُ لَكَ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ ـ أَوْ عُلْبَةٌ يَشُكُّ عُمَرُ ـ فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ". ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ " فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى ". حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَقُولَ " أَيْنَ أَنَا غَدًا أَيْنَ أَنَا غَدًا " يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَىَّ فِيهِ فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي، وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي ـ ثُمَّ قَالَتْ ـ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ. فَأَعْطَانِيهِ فَقَضِمْتُهُ، ثُمَّ مَضَغْتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ بِهِ وَهْوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِي.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ قَالَتْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ " فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى ". وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً فَأَخَذْتُهَا، فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ ـ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ ـ فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ـ رضى الله عنه ـ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُغَشًّى بِثَوْبِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى. ثُمَّ قَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ لاَ يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا. قَالَ الزُّهْرِيُّ وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ. فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمَّا بَعْدُ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَىٌّ لاَ يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى قَوْلِهِ {الشَّاكِرِينَ} وَقَالَ وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى تَلاَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلاَّ يَتْلُوهَا. فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلاَهَا فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلاَىَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلاَهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ " أَيْنَ أَنَا غَدًا أَيْنَ أَنَا غَدًا ". يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَىَّ فِيهِ فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ، وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي، وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي.
مسلم
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ، بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ امْرَأَةً، يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ . قَالَ " مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ " . قَالَ أَوْ قَالَ " عَلَىَّ " . قَالَ قَالُوا أَلاَ نَقْتُلُهَا قَالَ " لاَ " . قَالَ فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، - سَمِعْتُ هِشَامَ، بْنَ زَيْدٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً، جَعَلَتْ سَمًّا فِي لَحْمٍ ثُمَّ أَتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ حَدِيثِ خَالِدٍ .
أبو داود
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا وَاللَّهِ مَا نَدْرِي أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ثِيَابِهِ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا أَمْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّوْمَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لاَ يَدْرُونَ مَنْ هُوَ أَنِ اغْسِلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ فَقَامُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَغَسَلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ يَصُبُّونَ الْمَاءَ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَيُدَلِّكُونَهُ بِالْقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَهُ إِلاَّ نِسَاؤُهُ .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالاَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ، - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ - عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ نَجْرَانِيَّةٍ الْحُلَّةُ ثَوْبَانِ وَقَمِيصُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ . قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ عُثْمَانُ فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ حُلَّةٍ حَمْرَاءَ وَقَمِيصِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَهُمْ أَدْخَلُوهُ قَبْرَهُ قَالَ وَحَدَّثَنِي مُرَحَّبٌ أَوِ ابْنُ أَبِي مُرَحَّبٍ أَنَّهُمْ أَدْخَلُوا مَعَهُمْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ قَالَ إِنَّمَا يَلِي الرَّجُلَ أَهْلُهُ .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا أُمَّهْ اكْشِفِي لِي عَنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ رضى الله عنهما فَكَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلاَثَةِ قُبُورٍ لاَ مُشْرِفَةٍ وَلاَ لاَطِئَةٍ مَبْطُوحَةٍ بِبَطْحَاءِ الْعَرْصَةِ الْحَمْرَاءِ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ يُقَالُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقَدَّمٌ وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ وَعُمَرُ عِنْدَ رِجْلَىْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ كَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً، مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ سَمَّتْ شَاةً مَصْلِيَّةً ثُمَّ أَهْدَتْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الذِّرَاعَ فَأَكَلَ مِنْهَا وَأَكَلَ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ " . وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَدَعَاهَا فَقَالَ لَهَا " أَسَمَمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ " . قَالَتِ الْيَهُودِيَّةُ مَنْ أَخْبَرَكَ قَالَ " أَخْبَرَتْنِي هَذِهِ فِي يَدِي " . لِلذِّرَاعِ . قَالَتْ نَعَمْ . قَالَ " فَمَا أَرَدْتِ إِلَى ذَلِكَ " . قَالَتْ قُلْتُ إِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَنْ يَضُرَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ اسْتَرَحْنَا مِنْهُ . فَعَفَا عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُعَاقِبْهَا وَتُوُفِّيَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى كَاهِلِهِ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَكَلَ مِنَ الشَّاةِ حَجَمَهُ أَبُو هِنْدٍ بِالْقَرْنِ وَالشَّفْرَةِ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي بَيَاضَةَ مِنَ الأَنْصَارِ .
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّةً نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ " مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ " . فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُتِلَتْ وَلَمْ يَذْكُرْ أَمْرَ الْحِجَامَةِ .
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ . وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ . زَادَ فَأَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّةً سَمَّتْهَا فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا وَأَكَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ " ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ " . فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ " مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ " . قَالَتْ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي صَنَعْتُ وَإِنْ كُنْتَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ . فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُتِلَتْ ثُمَّ قَالَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ " مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الأَكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي " .
حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ مَا يُتَّهَمُ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي لاَ أَتَّهِمُ بِابْنِي شَيْئًا إِلاَّ الشَّاةَ الْمَسْمُومَةَ الَّتِي أَكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ . وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " وَأَنَا لاَ أَتَّهِمُ بِنَفْسِي إِلاَّ ذَلِكَ فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي " . قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَرُبَّمَا حَدَّثَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِهَذَا الْحَدِيثِ مُرْسَلاً عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرُبَّمَا حَدَّثَ بِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَّ مَعْمَرًا كَانَ يُحَدِّثُهُمْ بِالْحَدِيثِ مَرَّةً مُرْسَلاً فَيَكْتُبُونَهُ وَيُحَدِّثُهُمْ مَرَّةً بِهِ فَيُسْنِدُهُ فَيَكْتُبُونَهُ وَكُلٌّ صَحِيحٌ عِنْدَنَا قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فَلَمَّا قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَلَى مَعْمَرٍ أَسْنَدَ لَهُ مَعْمَرٌ أَحَادِيثَ كَانَ يُوقِفُهَا .
السيرة
ابن هشام و ابن اسحاق
(أمْرُ الشّاةِ المَسْمُومَةِ):
فَلَمّا اطْمَأنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أهْدَتْ لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الحارِثِ، امْرَأةُ سَلّامِ بْنِ مِشْكَمٍ، شاةً مَصْلِيَّةً [٢]، وقَدْ سَألَتْ أيَّ عُضْوٍ مِن الشّاةِ أحَبُّ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقِيلَ لَها: الذِّراعُ، فَأكْثَرَتْ فِيها مِن السُّمِّ، ثُمَّ سَمَّتْ سائِرَ الشّاةِ، ثُمَّ جاءَتْ بِها، فَلَمّا وضَعَتْها بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، تَناوَلَ الذِّراعَ، فَلاكَ مِنها مُضْغَةً، فَلَمْ يُسِغْها، ومَعَهُ بِشْرُ بْنُ البَراءِ بْنِ مَعْرُورٍ، قَدْ أخَذَ مِنها كَما أخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأمّا بِشْرٌ فَأساغَها، وأمّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَفَظَها، ثُمَّ قالَ: إنّ هَذا العَظْمَ لَيُخْبِرُنِي أنَّهُ مَسْمُومٌ، ثُمَّ دَعا بِها، فاعْتَرَفَتْ، فَقالَ: ما حَمَلَكَ عَلى ذَلِكِ؟ قالَ: بَلَغْتَ مِن قَوْمِي ما لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: إنْ كانَ مَلِكًا اسْتَرَحْتُ مِنهُ، وإنْ كانَ نَبِيًّا فَسَيُخْبَرُ، قالَ: فَتَجاوَزَ عَنْها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وماتَ بِشْرٌ مِن أكْلَتِهِ الَّتِي أكَلَ. قالَ ابْنُ إسْحاقَ: وحَدَّثَنِي مَرْوانُ بْنُ عُثْمانَ بْنِ أبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلّى، قالَ:
كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، ودَخَلَتْ أُمُّ بِشْرٍ بِنْتُ البَراءِ بْنِ مَعْرُورٍ تَعُودُهُ: يا أُمَّ بِشْرٍ، إنّ هَذا الأوانَ وجَدْتُ فِيهِ [١] انْقِطاعَ أبْهَرِي [٢] مِن الأكْلَةِ الَّتِي أكَلْتُ مَعَ أخِيكَ بِخَيْبَرِ. قالَ: فَإنْ كانَ المُسْلِمُونَ لَيَرَوْنَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ماتَ شَهِيدًا، مَعَ ما أكْرَمَهُ اللَّهُ بِهِ مِن النُّبُوَّةِ
الطبري
فلما اطمان رسول الله ص أهْدَتْ لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الحارِثِ امْرَأةُ سَلامِ بْنِ مِشْكَمٍ شاةً مَصْلِيَّةً، وقَدْ سَألَتْ: أيُّ عُضْوٍ مِنَ الشّاةِ أحَبُّ إلى رَسُولِ اللَّهِ؟ فَقِيلَ لَها: الذِّراعُ، فَأكْثَرَتْ فِيها السُّمَّ، فَسَمَّتْ سائِرَ الشّاةِ، ثُمَّ جاءَتْ بِها، فَلَمّا وضَعَتْها بين يدي رسول الله ص تَناوَلَ الذِّراعَ، فَأخَذَها فَلاكَ مِنها مُضْغَةً فَلَمْ يسغها، ومعه بشر بن البراء ابن مَعْرُورٍ، وقَدْ أخَذَ مِنها كَما أخَذَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأمّا بِشْرٌ فَأساغَها، وأمّا رَسُولُ اللَّهِ فَلَفَظَها، ثُمَّ قالَ: إنَّ هَذا العَظْمَ لَيُخْبِرُنِي أنَّهُ مَسْمُومٌ، ثُمَّ دَعا بِها فاعْتَرَفَتْ، فَقالَ: ما حَمَلَكِ عَلى ذَلِكَ؟ قالَتْ: بُلِّغْتُ مِن قَوْمِي ما لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: إنْ كانَ نَبِيًّا فَسَيُخْبَرُ، وإنْ كانَ مَلِكًا اسْتَرَحْتُ منه، فتجاوز عنها النبي ص وماتَ بِشْرُ بْنُ البَراءِ مِن أكْلَتِهِ الَّتِي أكَلَ.
حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ، عَنْ مَرْوانَ بْنِ عُثْمانَ بْنِ أبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلّى، قالَ: وقد كان رسول الله ص قالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ- ودَخَلَتْ عَلَيْهِ أُمُّ بِشْرِ بْنِ البَراءِ تَعُودُهُ:
يا أُمَّ بِشْرٍ، إنَّ هَذا الأوانَ وجَدْتُ انْقِطاعَ أبْهَرِي مِنَ الأكْلَةِ الَّتِي أكَلْتُ مَعَ ابْنِكِ بِخَيْبَرَ.
قالَ: وكانَ المُسْلِمُونَ يَرَوْنَ أنَّ رَسُولَ الله ص قَدْ ماتَ شَهِيدًا مَعَ ما أكْرَمَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ.
قالَ ابْنُ إسْحاقَ: فَلَمّا فرغ رسول الله ص مِن خَيْبَرَ انْصَرَفَ إلى وادِي القُرى فَحاصَرَ أهْلَهُ لَيالِيَ، ثُمَّ انْصَرَفَ راجِعًا إلى المَدِينَةِ
حَدَّثَنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إسْحاقَ فِي حَدِيثِهِ الَّذِي ذَكَرْناهُ عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عائِشَةَ، قالَتْ: ثُمَّ نزل رسول الله ص، فَدَخَلَ بَيْتَهُ، وتَتامَّ بِهِ وجَعُهُ حَتّى غُمِرَ، واجْتَمَعَ عِنْدَهُ نِساءٌ مِن نِسائِهِ: أُمُّ سَلَمَةَ، ومَيْمُونَةُ، ونِساءٌ مِن نِساءِ المُؤْمِنِينَ، مِنهُنَّ أسْماءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وعِنْدَهُ عَمُّهُ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وأجْمَعُوا عَلى أنْ يَلُدُّوهُ، فَقالَ العَبّاسُ: لألُدَنَّهُ، قالَ: فَلُدَّ، فَلَمّا أفاقَ رَسُولُ اللَّهِ ص، قالَ: مَن صَنَعَ بِي هَذا؟ قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، عَمُّكَ العَبّاسُ، قالَ: هَذا دَواءٌ أتى بِهِ نِساءٌ مِن نَحْوِ هَذِهِ الأرْضِ- وأشارَ نَحْوَ أرْضِ الحَبَشَةِ- قالَ: ولِمَ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ؟ [فَقالَ العَبّاسُ: خَشِينا يا رَسُولَ اللَّهِ أنْ يَكُونَ بِكَ وجَعُ ذاتِ الجَنْبِ، فَقالَ: إنَّ ذَلِكَ لَداءٌ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَنِي بِهِ، لا يَبْقى فِي البَيْتِ أحَدٌ إلا لُدَّ إلا عَمِّي] قالَ: فَلَقَدْ لُدَّتْ مَيْمُونَةُ وانها لصائمه لقسم رسول الله ص، عُقُوبَةً لَهُمْ بِما صَنَعُوا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الحَكَمِ، قالَ: حَدَّثَنا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الهادِ، عَنْ مُوسى بْنِ سَرْجَسٍ، عَنِ القاسِمِ، عَنْ عائِشَةَ، قالَتْ: رَأيْتُ رَسُولَ الله ص يَمُوتُ، وعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ ماءٌ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي القَدَحِ، ثُمَّ يَمْسَحُ وجْهَهُ بِالماءِ ثُمَّ يَقُولُ:
[اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلى سَكْرَةِ المَوْتِ!]
حَدَّثَنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن ابن إسْحاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ، قالَتْ: رَجَعَ رَسُولُ الله ص فِي ذَلِكَ اليَوْمِ حِينَ دَخَلَ مِنَ المَسْجِدِ، فاضْطَجَعَ فِي حِجْرِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِن آلِ بَكْرٍ فِي يَدِهِ سِواكٌ أخْضَرُ قالَتْ:
فنظر رسول الله ص إلى يَدِهِ نَظَرًا عَرَفْتُ أنَّهُ يُرِيدُهُ، فَأخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ حَتّى ألَنْتُهُ، ثُمَّ أعْطَيْتُهُ إيّاهُ، قالَتْ: فاسْتَنَّ بِهِ كَأشَدِّ ما رَأيْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِواكٍ قَبْلَهُ، ثُمَّ وضَعَهُ، ووَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَثْقُلُ فِي حِجْرِي قالَتْ:
فَذَهَبْتُ أنْظُرُ فِي وجْهِهِ، [فَإذا نَظَرُهُ قَدْ شَخَصَ، وهُوَ يَقُولُ: بَلِ الرَّفِيقُ الأعْلى مِنَ الجَنَّةِ! قالَتْ: قُلْتُ: خُيِّرْتَ فاخْتَرْتَ والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ! قالَتْ:
وقُبِضَ رَسُولُ الله ص].
حَدَّثَنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أبِيهِ عَبّادٍ، قالَ: سَمِعْتُ عائشة تقول: مات رسول الله ص بَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي وفِي دَوْرِي، ولَمْ أظْلِمْ فِيهِ أحَدًا، فَمِن سَفَهِي وحَداثَةِ سِنِّي أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قُبِضَ وهُوَ فِي حِجْرِي، ثُمَّ وضَعْتُ رَأْسَهُ عَلى وِسادَةٍ، وقُمْتُ ألْتَدِمُ مَعَ النِّساءِ، وأضْرِبُ وجْهِي
قالَ أبُو جَعْفَرٍ: توفى رسول الله ص وأبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ وعُمَرُ حاضِرٌ فَحَدَّثَنا ابْنُ حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: لَمّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ص قامَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ، فَقالَ: إنَّ رِجالا من المنافقين يزعمون ان رسول الله تُوُفِّيَ وإنَّ رَسُولَ اللَّهِ واللَّهِ ما ماتَ، ولَكِنَّهُ ذَهَبَ إلى رَبِّهِ كَما ذَهَبَ مُوسى بْنُ عِمْرانَ، فَغابَ عَنْ قَوْمِهِ أرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أنْ قِيلَ قَدْ ماتَ، واللَّهِ لَيَرْجِعِنَّ رَسُولُ اللَّهِ فَلْيُقَطِّعَنَّ أيْدِي رِجالٍ وأرْجُلُهُمْ يَزْعُمُونَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ماتَ.
قالَ: وأقْبَلَ أبُو بَكْرٍ حَتّى نَزَلَ عَلى بابِ المَسْجِدِ حِينَ بَلَغَهُ الخَبَرُ، وعُمَرُ يُكَلِّمُ النّاسَ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إلى شَيْءٍ حَتّى دَخَلَ عَلى رسول الله ص فِي بَيْتِ عائِشَةَ، ورَسُولُ اللَّهِ مُسَجًّى فِي ناحِيَةِ البَيْتِ، عَلَيْهِ بُرْدُ حَبِرَةٍ، فَأقْبَلَ حَتّى كَشَفَ عَنْ وجْهِهِ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قالَ: بِأبِي أنْتَ وأُمِّي! أمّا المَوْتَةُ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَقَدْ ذُقْتَها، ثُمَّ لَنْ يُصِيبَكَ بَعْدَها مَوْتَةٌ أبَدًا ثُمَّ رَدَّ الثَّوْبَ عَلى وجْهِهِ، ثُمَّ خَرَجَ وعُمَرُ يُكَلِّمُ النّاسَ، فَقالَ: عَلى رِسْلِكَ يا عُمَرُ! فانْصِتْ، فَأبى إلا أنْ يَتَكَلَّمَ، فَلَمّا رَآهُ أبُو بَكْرٍ لا يُنْصِتُ أقْبَلَ عَلى النّاسِ، فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ كَلامَهُ أقْبَلُوا عَلَيْهِ، وتَرَكُوا عُمَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: أيُّها النّاسُ، إنَّهُ مَن كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإنَّ مُحَمَّدًا قَدْ ماتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ.
ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: «وما مُحَمَّدٌ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ» الى آخر الآية قال: فو الله لَكَأنَّ النّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أنَّ هَذِهِ الآيَةَ نزلت على رسول الله ص حَتّى تَلاها أبُو بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ قالَ: وأخَذَها النّاسُ عَنْ أبِي بَكْرٍ فَإنَّما هِيَ فِي أفْواهِهِمْ.
قالَ أبُو هُرَيْرَةَ: قالَ عُمَرُ: واللَّهِ ما هُوَ إلا أنْ سَمِعْتُ أبا بَكْرٍ يَتْلُوها فَعُقِرْتُ حَتّى وقَعْتُ إلى الأرْضِ، ما تَحْمِلُنِي رِجْلايَ، وعَرَفْتُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ماتَ.
ذكر جهاز رسول الله ص ودفنه
قالَ أبُو جَعْفَرٍ: فَلَمّا بُويِعَ أبُو بَكْرٍ اقبل الناس على جهاز رسول الله ص، فَقالَ بَعْضُهُمْ: كانَ ذَلِكَ مِن فِعْلِهِمْ يَوْمَ الثلاثاء، وذلك الغد من وفاته ص.
وقالَ بَعْضُهُمْ: إنَّما دُفِنَ بَعْدَ وفاتِهِ بِثَلاثَةِ أيّامٍ، وقَدْ مَضى ذِكْرُ بَعْضِ قائِلِي ذَلِكَ.
حَدَّثَنا ابن حميد، قال: حَدَّثَنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبِي بَكْرٍ وكَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وغَيْرِهِما مِن أصْحابِهِ، عَمَّنْ يُحَدِّثُهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسٍ، أنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ والعباس بن عبد المطلب والفضل ابن العَبّاسِ وقُثَمَ بْنَ العَبّاسِ وأُسامَةَ بْنَ زَيْدٍ وشقران مولى رسول الله ص هم الذين ولو غُسْلَهُ، وإنَّ أوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ أحَدَ بَنِي عوف ابن الخَزْرَجِ، قالَ لِعَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ: أنْشُدُكَ الله يا علي، وحظنا من رسول اللَّهِ! وكانَ أوْسٌ مِن أصْحابِ بَدْرٍ، وقالَ: ادخل، فدخل فحضر غسل رسول الله ص، فَأسْنَدَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ إلى صَدْرِهِ، وكانَ العَبّاسُ والفَضْلُ وقُثَمُ هُمُ الَّذِينَ يَقْلِبُونَهُ مَعَهُ، وكانَ أُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ وشُقْرانُ مَوْلِياهُ هُما اللَّذانِ يَصُبّانِ الماءَ، وعَلِيٌّ يَغْسِلُهُ قَدْ أسْنَدَهُ إلى صَدْرِهِ، وعَلَيْهِ قَمِيصُهُ يُدْلِكُهُ مِن ورائِهِ، لا يُفْضِي بِيَدِهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ ص وعَلِيٌّ يَقُولُ: بِأبِي أنْتَ وأُمِّي! ما أطْيَبَكَ حَيًّا ومَيِّتًا! ولَمْ يُرَ مِن رَسُولِ اللَّهِ شَيْءٌ مِمّا يُرى مِنَ المَيِّتِ.